بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..
وبعد..
فالكثير
تمر عليهم الأيام والشهور ويدخل الشهر ويخرج وهم لا يعرفون متى دخل ومتى
خرج بسبب الغفلة ..
واليوم هو أول يوم في شعبان فكيف سنستقبل هذا الشهر
وكيف سنتهيء خلال أيامه لاستقبال شهر رمضان الكريم.؟؟
فمن كان غافلا في
شهر رجب وأضاع الأوقات فيه من دون فائدة فعليه ان يتنبه ويبدأ بغرس النيات
الحسنة وترتيب أوقاته وتطهير قلبه مما علق به من الأوساخ الدنيوية ليتهيء
لاستقبال شهر رمضان
عسى الله أن يجعله ممن يعتقهم في شهر
رمضان من النيران ويجعله ممن يغتنم الشهر بالقيام واغتنام الاوقات..
واحببت
أن أنقل لكم هذه المقالة للتذكر والفائدة ولاتنسوني من صالح دعواتكم .
نص المقالة مع بعض التعديل:
من منا نحن المسلمين لا
يريد أن يتقرب إلى الله جلّ في علاه؟ ألسنا كلنا معشر المسلمين بحاجة
لما يقربنا إلى الله، ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي
الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: (.... ومن تقرّب
مني شبراً تقربتُ منه ذراعاً، ومن تقرّب مني ذراعاً تقربتُ منه باعاً، ومن
أتاني يمشي أتيته هرولة ....) فكم وكم يحتاج الإنسان أن
يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
ولكي يزداد العباد قرباً من
الله تعالى، هيأ الله تعالى لعباده مواسم الخيرات والطاعات، على فترات من
كل عام، فمن مواسم الخيرات هذه شهر شعبان. ومن مواسم الخيرات شهر رمضان
وخصوصاً العشر الأخير منه، وكذلك الأيام العشر الأولى من ذي الحجة وخصوصاً
يوم عرفات منها، فهذه مواسم يتجلى الله تعالى فيها على عباده بالرحمات.
وسنقف اليوم على موسم من هذه المواسم ألا وهو شهر شعبان، والتي ذهب عن
أذهان الكثير فضل ذلك الشهر، فقد ذكر نبينا عليه الصلاة والسلام في فضل شهر
شعبان العديد من الأحاديث، والتي سنورد الصحيح منها كما جاء بسنده:
ومن هذه الأحاديث: ما رواه
البخاري في صحيحه أن عائشة رضي الله عنها حدثته قالت: لم يكن النبي صلى
الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله،
وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا. وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها.
وكذلك ورد فضل شهر
شعبان في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه أيضاً عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر
صياما منه في شعبان.
هذا ما تمكنت من جمعه من الأحاديث
الصحيحة في فضل شهر شعبان. أما ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان، فلم
أجد في ذلك أحاديث وصلت إلى درجة الصحة، إلا أن بعض العلماء أجازوا الأخذ
بها في فضائل الأعمال،كما هو معروف عند علماء أهل السنة والجماعة، منها ما
رواه أحمد والطبراني: "إن
الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي
قبيلة فيها غنم كثير" وقال الترمذي: إن البخاري ضعّفهُ.
ومن الأحاديث الواردة في فضل ليلة
النصف من شعبان ما رواه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها: (قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما
رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من
صلاته، قال: يا عائشة أظننت أن النبي قد خاس بك، قلت: لا والله يا رسول
الله، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت:
الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على
عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر
أهل الحقد كما هم) وهو حديث مرسل جيد.
وبه
نختم قولنا هذا. راجين أن يبلغنا الله وجميع المسلمين شهر رمضان
ويعيننا فيه على الصيام والقيام، ويدخلنا فسيح جنته ويجمعنا بحبيبنا محمد
صلى الله عليه وسلم وصحبته.
والحمد لله رب العالمين.