كم وقفت في الصلاة بقلب شارد؟
حاولت جمع الشتات فلم تفلحي، حاولت التركيز في صلاتك فذهبت جهودك مهب الرياح...عودي إلى نفسك واسأليها هل استفتحت بقلب يقظ متدبر؟ أم قرأت دعاء الاستفتاح بقلب شارد وتلوته كالببغاء دون أن تدركي معناه أو تفكري فيه.
أيتها المؤمنة...دعاء الاستفتاح إنما هو استفتاح المناجاة من العبد لربه بالثناء عليه جل جلاله أو إعلان التبتل الكامل له سبحانه، أو استغفاره سبحانه استغفارا منكسرا...ليقف بين يديه مناجيا خاشعا مخبتا منيبا قانتا...هنا يكمن السر أيتها المؤمنة، فوجهي إذا جل اهتمامك إلى بداية صلاتك، وإذا قرأت دعاء الاستفتاح فإياك أن تكون أول مناجاتك لمولاك بالسهو والغفلة، واجتهدي في قراءته بهدوء وترو، وبقلب يقظ حي ومفتوح، وتذكري أن امتناع الخشوع عن المصلي من علامات غضب الله، وكوني على يقين أنك لا توفين مقام عبودية الله حقه أبدا.
فكوني إذا في استغفار وتوبة ما حييت، وضعي نصب عينيك حديث نبيك صلى الله عليه وسلم:"إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي ربه"... فلينظر كيف يناجيه فناجيه إن لكل كلمة حظها من العبودية والحب و التعظيم.