رسالة إلى قائد
في أحيان كثيرة ينتقل الشخص الناجح من منصبه السابق، إلى منصب إداري أعلى وأكثر مهاماً ومسؤولية، فبدلاً من كونه أحد أعضاء فريق العمل في المؤسسة/الجمعية/الشركة /الوزارة، يجد نفسه وقد عيّن قائداً لفريق العمل، ويكون حينها مطالباً بالإشراف والتخطيط والتوجيه والمتابعة لأعمال الفريق، ويكون مسؤولاً عن الإنتاجية الجماعية!
وهذا التحدي الجديد، والمتكرر لكل الناجحين يتلخص في (كيف أنتقل من عضو في الفريق إلى قائد للفريق؟) وهذا الانتقال أمر طبيعي، وذلك لن عدداً من الأعمال الصغيرة تتطور لتصبح مشاريع ضخمة، الأمر الذي يستدعي حصول الترقيات للخبرات الجيدة في المنظمة، وتكون النتيجة غالباً : أن يقوم جيل من القيادات الشابة بتولي المسؤليات الكبيرة ويشعرون بثقل المسئولية وقلة التأهيل وببعض الحيرة حول الخطوات الواجب اتخاذها بعد تلك الترقية. ونحن نوصي القائد الجديد بان يفرح بهذه النقلة التي تعدأحد دلائل الكفاءة والتميز، وبعد هذه الفرحة يجب ان يبذل قصارى جهده لتحقيق النجاح.
تقول إحدى المدربات الشهيرات : إنها نقلة صعبة للكثير من الناس وقد لا يحترم أعضاء الفريق لقبك الجديد فورًا وتلقائيًا،إنهم يريدون أن يعرفوا كيف ستساعدهم على تحقيق ما يحتاجون إليه، عليك أن تصبح مسهلاً للأمور ومحللاً إداريًا ومديرًا فاصلاً ومحددًا للمجالات والتخصصات. يكاد يكون من المستحيل أن يقوم الشخص بكل هذه الأدوار، وخصوصًا عندما لا يكون هناك سوى عدد قليل جدًا مستعد لمثل هذه المسئوليات.
ويقول مارك كرستنسن - من شركة نقطة التعلم الاستشارية - إن معظم القادة الجدد لايتلقون تدريبًا رسميًا، ومعظم الشركات لا تفكر مجرد تفكير بأن تدع شخصًا ما يدير موقف سيارات بدون تدريبه لكن هذه الشركات تترك الناس يقودون الفرق بدون تقديم أي تدريب.
لذا فإننا نسوق هنا النقاط الست التي نشرتها مجلة (فاست كومباني)والموجهة للقادة الجدد والتي نوجزها في هذا الموضوع ونترك تفصيلها لحلقة أخرى بإذن الله.
هذه النقاط الست هي :
1-لا تقم أبدًا بما تستطيع أن تفوض به غيرك. وذلك أن القائد الجديد كان معتاداً على تلقي التكليفات وتنفيذها بنفسه، أما المنصب الجديد فإنه يتطلب من القائد الإشراف على العمليات والنظر في السياسات العامة، ولذا كان سلاح (التفويض) من أولى الواجبات وأهمها، إلا فيما لايمكن تفويضه من الأعمال.
2- لا تنس العوامل والصفات التي أوصلتك لهذا المركز.
فالتخصص وجوانب التميز، ونوعية العمل الذي كان محل إعجاب القيادة، هي العوامل التي أوصلتك إلى هذا الموضع، فاصطحبها معك أثناء قيامك بأي مهمة.
3- لا أحد يحب من يدعي معرفة كل شيء.
اعرف قدر نفسك، وتعلم الجديد من غيرك، ولاتتظاهر بالمعرفة التامة بناء على كونك مديرا لهذا الفريق.
4- قد الأشخاص لا المجموعة.
إن قيادة الأفراد فرداً فرداً مؤد في النهاية إلى قيادة المجموعة، وإذا تعلمت تحفيز كل فرد منهم على حدة فلن تواجهك مشكلة في قيادة المجموعة بشكل تلقائي.
5- للعضوية امتيازاتها وقيودها.
6-إذا رشحت لمنصب أو للجنة ما فأنت لست مضطرًا لقبول الترشيح.
إذا وجدت من نفسك إحجاماً وإعراضا تاماً عن قبول المنصب لمعرفتك - اليقينية - بعدم المناسبة، فإن رفض قبول المنصب أفضل بكثير من قبوله والتقصير في أداءه، فهذا الرفض سيبقي لك المكانة ذاتها لدى مديريك، بينما ستكون نتائج القبول غيرالمدروس نكسة على السمعة التي قمت ببنائها طوال الفترة الماضية.