إن العين شديدة التأثر بدموع الآخرين ..فإذا ما تعلق الأمر بسيد الخلق وصحبه ومن والاه..كان التأثر أشد وأبلغ .
**دموع في حياة الحبيب صلى الله عليه وسلم**
تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .
************
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن،روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اقرأ عليّ ) قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال : ( نعم ) فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) فالتفتّ إليه فإذا عيناه تذرفان " رواه البخاري .
************
كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه - فبكى حتى بلّ الثرى ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة - وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.
************
وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه
فداك نفسي انتـ ياحبيبي يآآآآآآآآآآآآآ رسول الله
لا تنسونى من صالح دعائكم
تحياتي